رسالة قوية بعثها الجمهور المغربي للمسؤولين الجزائريين من خلال دعمه التلقائي لمنتخب الجزائر في مواجهته الأخيرة مع مصر برسم إقصائيات كأس العالم. فقد شجع المغاربة الفريق الجزائري واحتفلت حشود كبيرة في مختلف أنحاء المغرب بفوز الجزائر وكأنه فوز حققه المغرب، وذلك رغم كل الخلافات السياسية بين البلدين.
أعتقد أن هذا الدعم التلقائي له دلالة عميقة، إذ يظهر مدى قوة الإرتباط بين الشعبين المغربي والجزائري.
ويمكن القول أن الرياضة والفن هما المجالين الوحيدين الذين ظلا صامدين في وجه الهزات السياسية التي شهدتها العلاقات بين البلدين.
الأمر الملفت للنظر كذلك هو أن الجزائر كانت قد اقترحت على الإتحاد الدولي لكرة القدم إجراء المباراة الحاسمة ضد مصر في المغرب (بينما اقترحت مصر السودان)، ولو جاءت القرعة لصالح الجزائريين لكانت المباراة قد أجريت في المغرب.
إدن اختيار الجزائر للمغرب من أجل احتضان المباراة لم يأت صدفة، فقد كان المسؤولون الجزائريون على علم مسبق بمشاعر المغاربة تجاه الفريق الجزائري.
في ضوء هذه المعطيات الإيجابية أتساءل ما إذا كانت السلطات الجزائرية ستعيد النظر في تعاملها مع المغرب خصوصا في ما يتعلق بإعادة فتح الحدود (من الجانب الجزائري) والدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لحل قضية الصحراء.
الكل ينتظر الآن ماذا سيسفر عنه هذا الإنفتاح الرياضي. طبعا ندرك أنه لامجال للعاطفة في السياسة، لكن مهما يكن من أمر فإنه من الصعب على المسؤولين الجزائريين تجاهل هذا الدعم التلقائي الذي قدمته الجماهير المغربية للفريق الجزائري.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق