الجزيرة تمارس الرقابة على أحد ضيوفها.. شاهد المباشر ثم الإعادة

Le Maroc vu a travers un voyage dans "Des Trains Pas Comme Les Autres"

معاناة المتقاعدين المغاربة

Le Combat des Marocains du Senegal 1

Le Combat des Marocains du Senegal 2

Le Combat des Marocains du Senegal 3

تساؤلات مصطفى العلوي حول قناة الجزيرة

الخياري يسخر من مدونة السير

العملية الكاملة لتفكيك مخيم "أكديم إزيك" بالعيون

صورة طفلين من غزة يحولها الإعلام الإسباني لصورة طفلين صحراويين "أصيبا" برصاص مغربي

صورة طفلين من غزة يحولها الإعلام الإسباني لصورة طفلين صحراويين "أصيبا" برصاص مغربي

الخميس، 12 نوفمبر 2009

ثــقــافـة الـتـرجــمـات "الـمـفـرنـسة"

أود أن أتطرق لبعض المصطلحات والترجمات الغريبة، المتداولة في المغرب، والتي أصبحت لكثرة استعمالها لا تثير أي تساؤل، رغم عدم دقتها وخطئها الواضح. ويتجلى ذلك في العديد من المصطلحات المترجمة حرفيا من اللغة الفرنسية.على سبيل المثال نلاحظ أن العبارة الفرنسية “société anonyme” أي شركة مساهمات، يتم ترجمتها بـــ"شركة مجهولة الإسم" وهي ترجمة تثير الإستغراب والسخرية، لأنه منطقيا لايمكن للشركة أن تكون مجهولة الإسم وقد تم إنشاؤها طبقا لمقتضيات القانون.
قد لا نشعر نحن كمغاربة بالخطأ لأننا ألفنا استعمال وسماع هذه العبارة، لكن تظهر الإشكالية عندما يتعلق الأمر مثلا بعلاقاتنا التجارية مع دول المشرق العربي. فعندما تتحدث لمستثمر عربي عن تأسيس شركة مجهولة الإسم في المغرب، يشعر بالإرتباك ويعتقد أنك تقترح عليه أن يمارس نشاطا تجاريا منافيا للقانون! فالشركة التي نتحدث عنها ليست في الواقع مجهولة الإسم، بل هي مؤسسة تحمل إسما تجاريا وتتمتع بشرعية قانونية.
فسبب الإرتباك هو اعتماد ترجمة حرفية وآلية لعبارات أجنبية.في نفس السياق نجد كذلك عبارة “certificat négatif” التي تُــترجم حرفيا بــ"الشهادة السلبية"، وهي الوثيقة التي تؤكد عدم وجود شركة أخرى تحمل نفس الإسم الذي اختارته الشركة الجديدة.
فمن الواضح أن المصدر الفرنسي للمصطلح طغى على هذه الترجمة، التي يمكن اعتبارها "ترجمة عمياء"، مع أنه كان من الأرجح اعتماد عبارة "شهادة الإسم التجاري" لإعطاء الترجمة مفهوما أوضح.هناك كذلك عبارة “cahier de charges” وهي الوثيقة التي تضم جميع المواصفات والمعاييرالتي يفرضها طالب المشروع من منفذه. فترجمة هذه العبارة الفرنسية اختـُـزلت في مصطلح "دفتر التحملات"، مع أن الأمر لا يتعلق بــ "تحملات" أو "أعباء" بقدر ما هي "مواصفات لازمة" يجب أن يلتزم بها منفذ الصفقة. فنحن هنا كذلك أمام ترجمة حرفية آلية، تركز على "الدقة العمياء" دون الإهتمام بالمساءلة النقدية للمصطلح المترجم.وينطبق هذا الأمر كذلك على مصطلح "appel d’offre public" المترجم حرفيا بــ"طلب عرض"، وهي عبارة فضفاضة لا تترجم المفهوم الحقيقي للمصطلح الفرنسي الذي يعني المسطرة المتبعة من قبل المقاول لإختيار منفذ المشروع دون أي مفاوضات، على أساس معايير موضوعية يطلع عليها مسبقا المرشحون لتنفيذ المشروع.
وإذا كنا نستعمل عبارة "طلب عرض" فإن الشرق العربي يستخدم عبارة "مناقصة" على أساس أنه يتم اختيار العرض "الأقل تكلفة والأعلى جودة".
هناك كذلك كلمات رياضية يجب إعادة النظر في استعمالها، مثل مصطلح “champion” الذي يـُـترجم بــ "بطل". قد تكون هذه الترجمة دقيقة، لكن يلاحظ سوء استعمالها في ألعاب القوى خصوصا، حيث يوصف دائما العداء بـــ"البطل" حتى عندما يحتل إحدى الرتب الأخيرة في السباق! في نفس السياق نتحدث عن "مقابلة رياضية" وهي كذلك ترجمة حرفية لمصطلح “rencontre sportive” بينما يتعلق الأمر بــ"مبارة رياضية".
ونتحدث كذلك عن "مركب رياضي" بينما يستحسن استخدام "مجمع رياضي" للإبتعادعن كلمة "مركب" ومفهومها السايكولوجي السلبي. ونستعمل عبارة "قذفة" وهي مفردة جنسية أكثر منها رياضية، بينما الترجمة الأقرب إلى الواقع هي "ركلة" أو"تسديدة".اللائحة طويلة وأعتقد أنه آن الأوان لإعادة النظر في ترجمة كل هذه المصطلحات التي ورثناها من حقبة كان المترجم "يمثتل" فيها للمفهوم الأصلي دون محاولة وضعه في قالبه المحلي. طبعا يجب أن لا نبتعد عن المفهوم الأصلي لكن هناك كذلك مرجعية محلية للمفردة يجب أن تكون حاضرة بقوة في الترجمة.فمن الواضح أنه عندما نترجم كلمة من لغة إلى أخرى ننقلها من قاموسها الثقافي والحضاري إلى قاموس ثقافي وحضاري آخر، وهذا هو العامل الأساسي الذي كان من المفروض أن يضعه نصب أعينهم القائمون بالترجمة في بلادنا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق