الجزيرة تمارس الرقابة على أحد ضيوفها.. شاهد المباشر ثم الإعادة

Le Maroc vu a travers un voyage dans "Des Trains Pas Comme Les Autres"

معاناة المتقاعدين المغاربة

Le Combat des Marocains du Senegal 1

Le Combat des Marocains du Senegal 2

Le Combat des Marocains du Senegal 3

تساؤلات مصطفى العلوي حول قناة الجزيرة

الخياري يسخر من مدونة السير

العملية الكاملة لتفكيك مخيم "أكديم إزيك" بالعيون

صورة طفلين من غزة يحولها الإعلام الإسباني لصورة طفلين صحراويين "أصيبا" برصاص مغربي

صورة طفلين من غزة يحولها الإعلام الإسباني لصورة طفلين صحراويين "أصيبا" برصاص مغربي

الثلاثاء، 16 فبراير 2010

لكي نتصالح مع ماضينا

تطالعنا الأخبار بين الفينة والأخرى عن وفاة شخصيات سياسية مغربية بارزة كانت تعتبر من رموز العهد السابق، شخصيات عايشت حقبة هامة من تاريخ المغرب المعاصر وكانت شاهدة على عدة أحداث عرفتها بلادنا.
آخر من غادرنا هو الدكتور عز الدين العراقي، الوزير الأول السابق الذي قضى نحبه في بداية هذا الشهر. وكان قد ودعنا قبله بفترة قصيرة، رمز آخر من رموز العهد السابق، وهو الأستاذ عبد الهادي بوطالب، الذي تقلد عدة مناصب وزارية وكان من أساتذة الملك الراحل الحسن الثاني ومن المقربين منه.
السنة الماضية شهدت كذلك وفاة عبد اللطيف الفيلالي، الوزير الأول السابق وأحد أقطاب عهد الحسن الثاني. الفيلالي كانت تربطه كذلك علاقة مصاهرة بالعائلة الملكية حيث أن إبنه فؤاد كان متزوجا من للا مريم، الإبنة البكر للحسن الثاني.
اللائحة طويلة وتضم العديد من "خدام العرش الأوفياء"، الذين ودعوا هذا العالم، أبرزهم ادريس البصري، وزير الداخلية السابق، المتوفى قبل سنتين والذي داع صيته كأقوى رجل في العهد السابق (بعد العاهل الراحل طبعا).
هناك كذلك الدكتور عبد الكريم الخطيب، أحد الوجوه السياسية البارزة التي تقلدت وظائف هامة في قمة الهرم السياسي. اللائحة تضم كذلك مستشارو العاهل السابق، أمثال ادريس السلاوي وأحمد بنسودة، ومحمد عواد.
وكان هذا الأخير مسؤولا كذلك على تربية الأمراء وبالخصوص ولي العهد آنذاك، الملك محمد السادس.
يضاف إلى هذه اللائحة كذلك أحمد العلوي الذي تقلد عدة مناصب وزارية وكان بمثابة المتحدث الرسمي للعاهل الراحل. هناك كذلك الوزير الأول السابق المعطي بوعبيد.
القاسم المشترك بين أقطاب العهد السابق هو غياب مذكراتهم الشخصية، رغم وجود اسثناء واحد ويتعلق الأمر بعبد اللطيف الفيلالي الذي قام إلى حد ما بتوثيق فترة وجوده في السلطة وإن كان قد اكتفى بالحديث في مذكراته على علاقة المغرب بالعالم العربي.
وباستثناء الفيلالي، فإن معظم المسؤولين السابقين ظلوا ملتزمين الصمت بعد تقاعدهم إلى أن ودعوا هذا العالم (وإن كان بعضهم لجئ إلى المقابلات التلفزيونية أو الكتابات الصحفية لتسليط الضوء على بعض الأحداث التي عايشوها أثناء وجودهم في السلطة) .
وهكذا حملوا معهم إلى قبورهم للأسف الشديد كل الأسرار والقصص المثيرة، التي ارتبطت بفترة تواجدهم في السلطة، والتي كان بودنا معرفتها لكي يتسنى لنا فهم ملابسات العديد من الأحداث التاريخية التي ظلت محاطة بالغموض إلى يومنا هذا، مثل قضية اختطاف زعيم المعارضة السابق المهدي بنبركة، ومحاولتي الإنقلاب العسكري التي شهدها المغرب في 1971 و1972، بالإضافة إلى الإعتقالات والمحاكمات والإعدامات التي عرفها المغرب في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، وكذلك ظروف "انتحار" الجنرال أوفقير، واعتقال أفراد عائلته لمدة عشرين سنة، وكذلك ظروف وفاة الجنرال أحمد الدليمي...
يجب الإشارة هنا إلى أن غياب المذكرات الشخصية لا ينحصرعلى رموز العهد السابق فقط،، بل يشمل كذلك أقطاب المعارضة السابقين مثل عبد الرحيم بوعبيد، الكاتب الأول السابق للإتحاد الإشتراكي للقوات الشعبية، وعلي يعتة، الأمين العام السابق لحزب التقدم والإشتراكية الذين حملا معهما ذاكرتهما إلى القبر.
هناك من يعتقد بأن غياب المذكرات الشخصية مرتبط بثقافة المخزن، التي تحرم على المسؤولين السابقين الإفصاح عن أي سر قد يؤثر سلبا على هبة الدولة ومصداقيتها أو من شأنه أن يورط أشخاصا لا زالوا في مراكز السلطة.
هناك كذلك من يعزي غياب المذكرات إلى ثقافة الخوف من الإنتقام أو المضايقات التي قد تطال أفراد عائلة كاتب تلك المذكرات.
طبعا هناك كذلك عدم القدرة على الكتابة لسبب ما، قد يعود إلى تقدم سن المسؤول السابق أو إلى إصابته بمرض مزمن مثل فقدان الذاكرة، أو ببساطة عدم رغبته في إحراج الآخرين.
مهما يكن من أمر فإنه من حق المواطنين معرفة ظروف وملا بسات بعض الأحداث التي أثرت على مجرى حياتهم بشكل أو بآخر، لكي يتسنى لهم أخذ العبرة من تلك الأحداث والتصالح مع ماضيهم وتوضيح الصورة لأجيال المستقبل.
ولتحقيق ذلك أتمنى أن يخطو المسؤولون السابقون، خطوة شجاعة من خلال كتابة مذكراتهم وذلك حتى يتسنى للمغاربة مراجعة
وإغناء تاريخهم المعاصر.
وفي الختام أود أن أعرف رأيكم في الموضوع من خلال مداخلاتكم وتعليقاتكم وشكرا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق